كتاب صيد الخاطر – مراجعة علي الطنطاوي

Name: صيد الخاطر
Author: ابن الجوزي

594

صيد الخاطر لابن الجوزي تحقيق علي الطنطاوي

تحميل كتاب صيد الخاطر pdf

كتاب صيد الخاطر كتاب تراثي نفيس، جمع فيه صاحبه تأملاته وخواطره، التي استقاها من تجربته في الحياة ومما كونه من علاقات، كتبه بأسلوب بسيط وبليغ، لم يسبقه أحد إلى تأليف مثله، وهو من الكتب التي كلما كررت قراءتها حصلت فائدة أكبر.

صورة غلاف كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي تحقيق علي الطنطاوي pdf

كتاب صيد الخاطر واحد من الكتب القيمة ذات الطراز الرفيع، قال عنه الإمام الغزالي “وكلما مضيت في متابعة أحكامه وطي مراحله زاد إعزازي له وتقديري لصاحبه.. فما من رأي انتهيت إليه في كتاباتي الكثيرة إلا وجدت هذا المؤلف قد سبقني إلى تقريره، وقرنه بما يدعمه من نصوص، وما من علة نددت بها في المجتمع الإسلامي، إلا كان في هذا الكتاب هجوم عليها وحصار لوبائها قبل أن يشيع”.

مقطع من مقدمة كتاب صيد الخاطر

قال أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن الجوزي، رحمة الله تعالى عليه:

لما كنت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تُعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكيلا ينسى. وقد قال عليه الصلاة والسلام: “قيدوا العلم بالكتابة”، وكم قد خطر لي شيء، فأتشاغل عن إثباته فيذهب، فأتأسف عليه. ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكر، سنح له من عجائب الغيب، ما لم يكن في حساب فانثال عليه من كثيب التفهيم ما لا يجوز التفريط فيه، فجعلت هذا الكتاب قيدا، لصيد الخاطر. والله ولي النفع إنه قريب مجيب.

صور من كتاب صيد الخاطر pdf بتحقيق الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

مقتطف من كتاب صيد الخاطر

تأملت أحوال الفضلاء، فوجدتهم في الأغلب قد بخسوا من حظوظ الدنيا، ورأيت الدنيا غالبا في أيدي أهل النقائص، فنظرت في الفضلاء، فإذا هم يتأسفون على ما فاتهم مما ناله ألو النقص، وربما تقطع بعضهم أسفا على ذلك.

فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له: “ويحطك تدبر أمرك، فأنت غالط من وجوه أحدها، أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا، فاجتهد في طلبها تربح التأسف على فوتها، فإن قعودك متأسفا على ما ناله غيرك، مع قصور اجتهادك غاية العجز.

والثاني، إن الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر، وهذا هو الذي يدلك عليه علمك ويبلغه فهمك، وما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم، فإذا عرفت ذلك تأسفت على ما فقدهُ أصلح لك، كان تأسفك عقوبة لتأسفك على ما تعلم المصلحة بعده، فاقنع بذلك عذابا عاجلا، إن سلمت من العذاب الآجل. والثالث، أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة، من مطاعم الدنيا ولذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم، لأنه ينال ذلك أكثر مقدارا مع أمن، وأنت تناله مع خوف وقلة مقدار، فإذا ضوعف حظك من ذلك لجنسك كان لاحقا بالحيوان البهيم من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل، وتخفيف المؤن بحث صاحبه على نيل المراتب، فإذا آثرت مع قلة الفضول الفضول، عدت على ما علمت بالإزراء فشنت علمك ودللت على اختلاط رأيك”.

المصدر: صيد الخاطر PDF ابن الجوزي.