مراجعة رواية وليمة لأعشاب البحر ل حيدر حيدر

وليمة لأعشاب البحر، هي رواية للكاتب السوري حيدر حيدر، صدرت في سوريا سنة 1983 وأعيد طبعها في مصر لتشكل ضجة عارمة دفعت بالأزهر لمنعها بدعوى الاساءة الى الاسلام وتطاو الكاتب على الدين الإسلامي.

تدور الحبكة حول مناضل شيوعي عراقي، أخذت العدمية بتلابيبه بعد ان فقد الثقة بالثورة و بالنضال، ليهرب الى الجزائر حيث سيعمل مدرسا، سيلتقي بصديق قديم له يدعى مهيار الباهلي. الذي بدوره سيعرفه بمناضلة جزائرية قديمة، هي الاخرى، تعاني الوحدة و اللاانتماء في وطن انتهى من مناضليه و تقاسم الكبار مناصبه و ثرواته ليتركوا الشعب في الخراب.

بونه، المدينة التي يحدها الجبل و البحر هي مسرح احداث الرواية، مع عودة بالزمن الى اهوار العراق ايام المقاومة الشيوعية.

رغم الآراء المتضاربة حولها، وجدت انها تستحق القراءة، من الاعمال العربية القليلة التي يتبنى فيها الكاتب نزعة عدمية و يعبر عنها بكل أريحية.

اقتباسات من رواية وليمة لأعشاب البحر

وفيما مضى، في زمن بعيد جدا كانت الأشياء ذات معنى. الحماسة و هيجان الجسد و الهرطقات الأبوية و صرخات الحزب وطفولة الطبيعة. كلها كانت تهب في المسام وداخل الأضلاع شوقا لامتلاك العالم. امكانية أن يكون العالم بين راحتيك وتحت وهج عينيك وفي تدفق الجسد.

– لا تحزني إذا قلت لك أنك جبانة وأنك مسكونة بجراثيم الأجداد وأن تحررك الاقتصادي، مغارة جوفاء، انت حرة داخل أربعة جدران وداخل قفصك الصدري، ظهورك معي يتم تحت غطاء تلفيقي، لست قادرة ولن تكوني على كسر أغلالك الداخلية، الدم و الحليب معتكران بالعبودية لا فكاك منها، في دم جميعكن ما تزال نطفة الحريم تنبض.

– العائلة، هذا الميراث الرحمي المدرع بمشيمة الأم.

* الصورة ليست لي وإنما وجدتها على النت، أما عني فقد قرأت الرواية بنسخة الكترونية.

شكرا مجددا.