مراجعة كتاب نظام التفاهة تأليف آلان دونو

آخر إصدارات الكتب كتاب نظام التفاهة تأليف د. آلان دونو، ترجمة د. مشاعل عبد العزيز الهاجري.. هنا سوف أقدم لكم مراجعة سريعة للكتاب فمرحبا بكم.
يبدو أننا نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة تتعلق بسيادة نظام أدى على نحو تدريجي إلى سيطرة التافهين على جميع مفاصل نموذج الدولة الحديثة، ونلاحظ من تجليات هذه المرحلة صعودًا غريبًا لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين، حيث تدهورت متطلبات الجودة العالية وغاب الأداء الرفيع، وتم تهميش منظومات القيم.. ثم صعد نظام التفاهة!

«التافهون حسموا المعركة لصالحهم وباتوا يمسكون الآن بمواقع مهمة في العالم»…»لالزوم لهذه الكتب المعقدة .لاتكن فخورا ولا روحانيا فهذا يظهرك متكبرا. لا تقدم أي فكرة جيدة فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة. وسع مقلتيك، ارخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلا للتعليب. لقد تغير الزمن. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة».
هكذا يختصر الفيلسوف الكندي وأستاذ الفكر النقدي في العلوم السياسية بجامعة مونريال بكندا، ملامح العالم اليوم في كتابه الأخير «نظام التفاهة»، مقرا أن التفاهة باتت تتسيد المشهد العام في العالم الغربي كما في العالم العربي: صعود التيارات الشعبوية الى مراكز القرار السياسي، تحكم اللوبيات الاقتصادية في السياسات العامة للبلدان، ثم فشل ثورات الربيع العربي وما صاحبها من انحلال الدول الوطنية وسيادة العنف وما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي من انتشار التفكير السطحي وثقافة « الفايك نيوز»» وكلها عناوين كبرى يبسطها دونو للتدليل على ما نعيشه اليوم من انهيار جارف للأفكار والقيم والأذواق .
يبدأ كتاب نظام التفاهة في الفصل الأول بالحديث عن المعرفة والخبرة؛ كيف يفقدوك عقلك؟ من هم صناع الرأي العلمي؟ مسألة الكتابة على طريق الخراب، ويناقش هذا الفصل حال المثقفين الصغار والخاسرين في المجتمع. الفصل الثاني من الكتاب عن التجارة والتمويل، يتحدث عن الاقتصاد الغبي، وصنع الصين، والخبراء المنقذين، ومرض المال، والاقتصاد الجشع. والفصل الثالث عن الثقافة والحضارة ويختتم بفصل هام عن ثورة إنهاء ما يضر بالصالح العام.