رواية الشيباني ل أحمد فال ولد الدين pdf

تحميل رواية الشيباني pdf
رواية الشيباني ل أحمد فال ولد الدين: بين موريتانيا والدوحة يتكشف العالم الغريب لهذه الرواية. يفر الشيباني هاربا من ماض مترع بالحب والمجهول وعوالم متداخلة شائكة لتستقر به المغامرة في الدوحة. وفي سرد هذه الرحلة نرى موريتانيا وصورا عن مجتمعها كفيلم وثائقي فاتن، وتتضح لنا الدوحة بكافة ألوانها وألسنتها وأعراقها.

تشكل رواية الشيبانى الصادرة مؤخرا عن دار التنوير للطباعة والنشر إضافة نوعية للمكتبات العربية وبكل تأكيد تستحق القراءة والإشادة إذ نجح الكاتب أن يصور من خلالها واقعا مريرا لأحداث مأساوية بلغة حزينة و وصف موفق.
هذه المراجعة لرواية الشيباني مقتبسة من مقال للصحفي محمد سالم/ ريومه.
تبدأ الرواية بالهرم نصف المقلوب، هناك من الدوحة وتحديدا من سوق “واقف” حيث يجلس الشيبانى فى مكتبته التى هي انعكاس لعالمه الخاص والذى سنكتشف فيما بعد أنه عالم مترابط ومتداخل بين الواقع والخيال.
من الدوحة اختار الكاتب أن تكون بداية الرواية لكن بداية الأحداث كانت هناك بعيدا فى الصحراء وتحديدا فى قرية “الكدية” فى الشرق الموريتاني.
حيث ولد الشيبانى وعاش طفولته مع جدته التى هي كل عائلته، فقد توفيت الأم عند ولادته أما الأب فلا يعرف عنه سوى إسمه.
حيث ولد الشيبانى وعاش طفولته مع جدته التى هي كل عائلته، فقد توفيت الأم عند ولادته أما الأب فلا يعرف عنه سوى إسمه. بهذه البداية اختار الكاتب أن يقدم لنا شخصيته المركزية، وبشكل مماثل ظل يسرد لنا كل تلك الأحداث الحزينة التى مر بها الشيباني قبل النهاية المأساوية.
بين الدوحة ونواكشوط وبين سوق “واقف” وقرية “الكدية” وبين المكتبة العصرية و”أخصاص” الطلاب فى محظرة “عيون الخيل” ظل الكاتب يتنقل بنا خلال ل 268 صحفة هي عمر أحداث الرواية.
هذا التنقل الزمكانى للأحداث شكل فرصة للكاتب كي يثبت قدرته على التحكم فى نسق الرواية وتسلسل الأحداث مع المحافظة على ما صبغ الرواية من تشويق.
تحدثت الرواية بشكل سردى عن حياة “الشيبانى” من طفولته التعيسة فى قرية “الكدية” مرورا بسفره لنواكشوط والتحاقه بالجامعة وانتهاءا بهجرته إلى السينغال ومنها إلى الدوحة. وخلال هذه المحطات قدم الكاتب فكرة الرواية وشخوصها وصراعاتها الداخلية بلغة جزلة وأسلوب مشوق.
إذا بدأنا بالفكرة المركزية للرواية فهي تعالج واحدة من أكثر الظواهر الإجتماعية والدينية تعقيدا، ظاهرة “أمخسور”، فقد أثارت هذه الظاهرة ولا تزال تثير الكثير من الجدل خاصة فى موريتانيا التى يقر مذهبها المالكي بثبوت إلحاق “مخسور” بأبيه، ومع تطور العلم الحديث وعدم قدرته على استيعاب هذه الحقيقة فقد فاقم ذلك من المشكلة، فكان إختيار معالجتها بشكل روائي اختيارا موفق من الكاتب.
هذه الظاهرة وإن كانت شكلت جوهر الفكرة المركزية للرواية فإنها لم تكن وحدها ما عالجته الرواية فقد عالجت أفكارًا أخرى وظواهر مختلفة مثل التفاوت الإجتماعي فى المجتمعات القبلية والتفاوت الطبقي بين مختلف الشرائح، فضلا عن الفوارق الثقافية بين المتجمعات العربية فى المشرق والمغرب.
من أجل توصيل هذه الأفكار احتاج الكاتب إلى العديد من الشخوص والصراعات ونجح إلى حد كبير فى اختيار معظم شخوص الرواية، ولعل أبرز ما أعجبني فى شخوص هذه الرواية هو التمهيد المنطقي للشخصية قبل إقحامها بشكل مباشر فى حياة البطل الذى تعتبر الرواية سيرة ذاتية له، فعلى سبيل المثال كان اختيار طالب قطري فى إحدى المحاظر الموريتانية منطقيا ولعله أحسن تمهيد يمكن تصوره لربط شخص بمواصفات “الشيباني” بخليجي ثري ومترف يعيش فى الدوحة، لكنه كي ينقل الجزء المتعلق بالدوحة من الرواية كان يحتاج إلى “جاسم”، ونجح فى ذلك تماما كما نجح فى تمهيد إدخال الخليجي الثاني “خميس” إلى بؤرة الأحداث وبشكل مماثل دخل “دفع الله” الطبيب السوداني الذي سيصبح فى ما بعد أقرب أصدقاء الشيبانى وسينقذ حياته بعد محاولة انتحاره الفاشلة.